جنوب السودان ليس لديه مقومات الانفصال

كشفت دراسة صادرة عن المعهد الأمريكي للسلام تحت عنوان »سيناريوهات السودان«من إعداد»آلان شفارتز« إن على السودان تفادي العنف السياسي حتى عام 2011 أي حتى موعد الاستفتاء..
الخطير في الدراسة أنها تقول ما لا تقوله مراكز الأبحاث الأمريكية الكبرى الأخرى عن الجنوب، من ذلك تحذيرها الصريح ما لم تحدث تغييرات جذرية فإن الجنوب لا يملك مقومات دولة وقد ينشب فيه عنف سياسي ينتشر شمالاً، والأسباب هي:
1- الاخفاق في توفير الطعام والماء والطاقة وعدم تشييد الطرق والبنى التحتية الأولى.
2- النزاعات القبلية.
3- عنف في جنوب كردفان أو النيل الأزرق.
4- عجز حكومة الجنوب عن نزع سلاح المليشيات وغيره..
وتحدد الدراسة عدة إجراءات مستحسنة منها مراجعة الولايات المتحدة للعقوبات المفروضة على السودان وطمأنة الصين بأن مصالحها لن تضار.. ومنها أيضاً عدم الاعتماد على منظمات المجتمع المدني الدولية غير الحكومية في توزيع الإعانات. وتذكر أيضاً أهمية جهاز الشرطة وحكم القانون بالجنوب والضوابط المالية مثل نشر الموازنة ورقابة البرلمان على الحكومة لمواجهة الفساد ووحدة حزب الحركة الشعبية لأن تفككه سيؤدي الى نزاعات أو الى حكم غير مؤثر أو فعال، (وهذه من أبرز عوامل ضعف حكومة الجنوب الآن). وتوصي الدراسة بتدابير مهمة مثل علاقات أمريكية طبيعية مع الشمال وإزاحة اسم السودان من «قائمة الدول الراعية للإرهاب» ثم الاتصال بروسيا والصين وأوكرانيا للحد من انتشار السلاح مع تشجيع الجنوب على تطوير مقدراته الدفاعية فقط.
النقطة الأخيرة مهمة، لأن جهات أمريكية أخرى تدعو الى بيع طائرات مقاتلة للجنوب وتشجيع المغامرين دعاة الانتقام من الشمال، على الاستعداد لإعادة إشعال الحرب بالهجوم على الشمال. ?
ميزة الدراسة أنها لا تعامل الجنوبيين كأطفال مدللين ينبغي الاستجابة لكل رغباتهم بل تخاطبهم كسياسيين كبار يتعين عليهم أن يواجهوا الحقائق الماثلة أمام أعين العالم مثل عدم وجود كوادر بشرية مؤهلة لإدارة الحكومة وأجهزتها وعدم فعالية أجهزة مكافحة الفساد، ومثل قولها: إن الجنوب لا يملك مقومات دولة في وضعه الحالي. هذه الدراسة خطيرة (بحسب وصف بعض المراقبين) لأنها لا تهم الجنوب وحده، بل تهم الشمال إذا لم تعالج نقاط الالتهاب وحدثت فوضى بالجنوب، فإن الشمال لن ينجو منها ومن نتائجها!! لقد كان للحركة الشعبية قبل اتفاقية السلام علاقات مع »اسرائيل« وعدد من دول الجوار تمدها بالسلاح والدعم، وإذا انفصل الجنوب سيكون ضعيفاً في مواجهة هذه الدول والكيان الصهيوني لاسيما أن الكل يريد أن يتحكم به. من هنا فالأفضل لأبناء الجنوب أن يبقى تحت حكم ومساعدة وحماية حكومة وحدة وطنية شاملة في ظل سودان موحد، قبل أن يكتوي بنيران الانقسامات فعلى أبناء الجنوب بصفة خاصة والوطن قاطبة دراسة الأمر بصورة جادة وكسب الوقت فيما يفيد قبل حدوث المخاطر

» مقتل 49 في اعمال عنف قبلية في جنوب السودان
» ملكة جمال جنوب السودان 2009 فيديو
» مقتل 23 في جنوب السودان يشتبه بإصابتهم بفيروس إيبولا
» عشر منظمات غير حكومية تحذر من تجدد النزاع في جنوب السودان
» مقتل 140 شخصا في جنوب السودان وسط مخاوف من تجدد اندلاع الحرب الاهلية