المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة "سوزان رايس " تتحدث عن مذكرة إعتقال البشير
> سؤالي الأخير له علاقة بالعدالة وإنهاء الإفلات من العقاب ويتعلق بدارفور. لقد استحوذت هذه المسألة على اهتمامك شخصياً. ماذا الآن، عملياً، فيما يقول الرئيس السوداني إنه لن يعاقب، ويقول رئيس الاتحاد الافريقي إن المحكمة الجنائية إرهابية. ماذا ستفعلون إزاء ذلك؟ ماذا يحدث وراء الكواليس؟ وكم أنتم عازمون على تنفيذ قرار المحكمة الجنائية (باعتقال الرئيس عمر البشير)؟
- توجد قطع متفرقة لهذه المسألة، كما تعرفين. هناك مسألة العدالة وتصميم المحكمة الجنائية الدولية وموقفنا كان وما زال ان لا بد من العدالة، وأن استنتاجات المحكمة الجنائية الدولية شرعية. انما ما نتعامل معه هو حتمية متعددة ومتزامنة تتعلق بالسودان. العدالة واحدة منها. وقف القتل والموت والابادة في دارفور مسألة ذات أهمية حيوية. وهذا له، كما تعرفين، بعدان مختلفان: احدهما يتعلق بعواقب الطرد بالقوة لـ13 منظمة دولية غير حكومية والمخاطر التي يشكلها ذلك على المدنيين الذين قامت هذه المنظمات بخدمتهم، وهذا موضع قلق فوري. انما ما يشكل اهمية حيوية ايضاً هو ما حدث من قتل وموت قبل طرد المنظمات غير الحكومية... وبالتأكيد ان من فائق الأهمية التنفيذ الفاعل لاتفاقية السلام الشاملة والتي هي حيوية لاستنتاج ناجح لنزاع آخر استخدمت فيه ايضاً الوسائل المميتة ذاتها.
ان من مصلحتنا تحقيق جميع هذه الأمور، لكننا لا نمتلك ترفا أو رخاء، ترتيبها تسلسلياً لأنها جميعها ذات حساسية زمنية. لذلك ما يقوم به مبعوث الرئيس الجنرال غراتيون، في زيارته الثانية للمنطقة منذ تعيينه هو اولاً محاولة استطلاع وسائل وسبل التعامل مع الأزمة الانسانية الفورية في دارفور الناتجة عن طرد المنظمات غير الحكومية. وفي هذا انه يعمل مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومع حكومة السودان وكذلك في الجنوب بهدف ايجاد الوسائل لردم الهوة. ونحن نشعر بأنه من الضروري أن نقوم بذلك. وهذا جزء مما نحاول القيام به.
في ما يتعلق بدارفور والقتل والموت فيه، هناك تحديان: أولاً، تحسين حماية المدنيين كي تتوافر اجراءات حماية اكبر لاولئك المعرضين بصورة أعظم للمخاطر. وهذا عبر تعزيز وتقوية يوناميد (القوة المشتركة الافريقية - الدولية) كي تصل الى كامل قواها وتتمكن من مواجهة هذا التحدي المهم. والآخر هو ايجاد حل للنزاع والمساهمة بديبلوماسية. وهناك حاجات ديبلوماسية حتمية تتعلق بالشمال وبالجنوب.
> سؤالي هو حول قرار المحكمة الجنائية بتوقيف الرئيس السوداني وأين وصلت الأمور في هذا الموضوع؟
- لا يمكن النظر الى ذلك بصورة منفصلة. رسالتي هي التالية: ليس لدينا رفاه النظر الى كل من هذه الأمور بصورة منعزلة عن بعضها. قولي لي ما هو الجواب الواضح حول مذكرة الاعتقال. نحن نريد للعدالة أن تأخذ مجراها، ونعتقد بأن ليس في الامكان التوصل الى سلام دائم من دون عدالة. انما نريد ان تكون العدالة في خدمة اهالي دارفور الذين يتعرضون هم انفسهم الى المخاطر الفورية. ونريد ان تكون هناك عدالة للشعب في الجنوب ايضاً.
> اذن، انكم مستعدون للتعايش الآن مع عدم تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية المعني بمذكرة الاعتقال؟
- لا. لم أقل ذلك. ما أقوله هو انه لا يمكن الفصل بين هذه الأمور والتوصل الى حلول متزامنة للمسائل المتعددة التي نواجهها.
----------
2009 الجمعة 1 مايو
الحياة اللندنية