[color=darkblue][ليتنا نعود إلى حياة القرى والريف **
نمط الأسرة الريفية أكثر إحكاماً في تنظيمها من الأسرة الحضرية .. وتلعب العصبية القبلية دوراً هاماً في تنظيم العلاقات ، وظبط السلوك بين أفراد العائلة ، والمجتمع في هذه المناطق الريفية يعرفون بعضهم بعضاً ، فالتزاور بين أهالي الجيرة الواحدة أمر مألوف وعادي ، وتبادل أدوات النظافة ، والأدوات المنزلية ، وفرح العائلة في الحي هو فرح الجميع إلى غير ذلك من مظاهر التواصل الاجتماعي .
أما سكان المدينة ، أو الإنسان المتحضر ، فقد أدى تحضره إلى ضعف في العلاقات بين الناس حتى في نفس الجيرة ، فالساكن في أي عمارة من العمارات الكبيرة يعرف هذا حق المعرفة .. فقد تمر اعوام دون أن يتعرف على جيرانه في نفس العمارة ،
بل قد يمر العيد دون أن يتبادل التهنئة مع سكان العمارة نفسها .
وقد تكون العودة إلى العلاقات الاجتماعية كالماضي ، أو كأحسن ماكانت عليه ، من الصعوبة جداً ، وذلك لأن الجيل الناشئ كابناء الإخوة والأخوات ، وصل بهم الحال أن أحدهم لايتصل بالهاتف لأنه لايعده شيئاً ، وبهذا تكونت لديهم عادات ذات مستوى منخفض من الصلة أوشبه معدوم ، وارتباطاتهم فقط أصبحت مع الأصدقاء ، لأنهم يسيرون على ما تمليه عليهم أهوائهم ، لا على ما فرضه عليه ربهم .. وربما لايزيح الغبار عن هذه العلاقات الفاترة إلا بالتعامل مع الله في احتساب الأجر ، والعزيمة الصادقة ، ومعرفة أجور وبركات الصلة في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه ). متفق عليه ...