الجلسة الختامية

[size=24]اليوم الجلسة الختامية للعدل الدولية حول النزاع على أبيى بين الحكومة والحركة
المؤتمر الوطني يؤكد إلتزامه بقرار محكمة العدل الدولية بلاهاي حول تبعية أبيي والحركة تقول: أدرنا معركتنا القانونية
بالرغم من ان اليوم الخميس هو اليوم الختامي لجلسات سماع محكمة العدل الدولية بلاهاي الى افادات طرفي نزاع حدود ابيي بين حكومة السودان والحركة الشعبية الا انه لا يستطيع احد حتي الان ان يتكهن بالقرار النهائي الذي تفصل به المحكمة بعد 90 يوما من اليوم، ويدلل علي صعوبة التكهن تلك طبيعة جولة التحكيم الحالية التي تعتمد فيها المحكمة علي الاستماع لمرافعات الطرفين وطرح الاسئلة علي ممثليهما دون ابداء اي رأي ايجابي او سلبي او اي تعليق عدا توزيع الفرص للطرفين المحتكمين، بجانب التفاؤل الذي بدا واضحا يوم امس من قبل الطرفين والذي عبر عنه بصراحة للصحفيين في نهاية الجلسات كل من السفير الدرديري وكيل الحكومة ودكتور لوكا بيونق عضو وفد الحركة الشعبية

وفي تصريحاتهما التي كانت علي انفصال وصف كل من السفير الدرديري ودكتور لوكا موقف الاخر بالضعيف وكلاهما عبرا عن تفاؤلهما بكسب جولة التحكيم، واعتبر السفير الدرديري مرافعة الحركة حول ترسيم الحدود الداعية علي التركيز علي الانسان وليس علي الارض لتحديد المشايخ التسعة التي نقلت الي كردفان عام 1905م بانه تفسير جديد ولم يظهر الا في الاجراءات الحالية للمحكمة ولم يكن ابدا واضحا في ما ظل يقوله اعضاء الحركة الشعبية كما انه لم يظهر في المستندات التي قدمتها ولا في الخطابات التي تم القاؤها اثناء مرحلة مفوضية التحكيم
ووصف الدرديري موقف الحركة الداعي للاستناد في تحديد حدود المنطقة علي الانسان وليس علي الارض التي تم نقلها بانها محاولة متأخرة من الحركة لتبرير تجاوز لجنة ترسيم حدود ابيي لتفويضهم من جهة والتغطية علي عجزها عن التقدم بوثائق كافية لاثبات موقفها من جهة اخري، وتمسك الدردري بان المقصود هو المنطقة التي نقلت
من جنوب بحر الغزال الي كردفان عام 1905م ذلك هو التفسير الذي عمل به الطرفان ولا يزالان وذلك وفقا لبروتوكول ابيي.
وانتقد الدرديري كذلك الوسيلة التي اتبعتها الحركة وعكسها وكيلها في جلسات المحكمة طيلة يوم امس الاول وامس لاثبات منطقة خط العرض 10 – 35 درجة شمال وهي وسيلة التخطيط المجتمعي والتي تعتمد علي دراسة البيئة من تربة ومناخ لتحديد هوية المجتمعات قائلا ان هذه الوسيلة لا تخرج عن الافادات والشهادات السماعية التي يتم الترتيب لها بعد نشوب النزاعات واصفا اياها بانها ليست ذات قيمة افادية وانها لا تعد بينة يمكن ان تدحض المستندات التي تقدمت بها الحكومة ووصفها بانها دليل ضعف اعتمد علي تفسير الانتقال علي اساس قبلي وليس علي اساس جغرافي
وقال الدرديري في ختام تصريحاته الصحفية نحن في حكومة السودان وبعد اختتام المرافعات بواسطة الطرفين نؤكد ثقتنا في ما قدمناه من وثائق ومرافعات وادلة وتقارير خبراء وما تم تقديمه بالنسبة لنا كان مرضيا للغاية في المستوي الذي كنا نطمح له والذي يكفي في تقديرنا لاثبات الحق لصاحبه - ردا علي وصف الحركة الشعبية للوثائق التي تقدمت بها حكومة السودان لترسيم مناطق المشائخ التسعة بانها ضعيفة - وتحدي الدرديري ان تأتي الحركة بوثيقة واحدة ترفض ما قدمته الحكومة من وثائق ترجع للحكم الثنائي بتسلسل في الفترة ما بين عام 1905م و1933 ووصف اعتبار الحركة لهذه الوثائق بانها غير مكتملة انه حديث تنقصه الدقة العلمية مشيرا الي كفاءة الادارة المدنية لفترة الحكم الثنائي وقدرتها العالية علي التوثيق والضبط
اما دكتور لوكا بيونق فقد اعتبر تركيز الحركة في ترسيمها في حدود ابيي علي اساس النظر الي الانسان نفسه الي دينكا نقوك وليس علي الارض التي تم نقلهم منها الي منطقة المشائخ التسعة لانه امر مقنع وعكس للواقع الحقيقي وانه لم تكن هناك حدود عام 1905م قائلا : ان الاقوي من ذلك ان هذه النتيجة استندت الي ما جاء في مرافعة الحكومة
وقال ان الحركة من خلال تركيزها علي الانسان في ترسيم حدود المشائخ التسعة استطاعت ان تقدم اسبابا قانونية مقنعة للرد علي هل الخبراء تجاوزوا تفويضهم ام لا ؟ وقال دكتور لوكا في تصريحاته للصحفيين عقب نهاية الجلسات انا شخصيا متفائل بالواقع الذي رأيته هنا اقول في النهاية انه لربما نكون قد ضيعنا وقتا ولو قبلنا بتقرير الخبراء لكنا انتهينا من الامر وان يكون اهلنا في امن واستقرار وسلام
وردا علي سؤال حول مبعث ثقته وتفاؤله قال بيونق انه بني تلك الثقة علي المرافعة وما احسسته من ضعف شديد في موقف الحكومة لانه اعتمد علي الحكم من منظار حدود الحكم الانجليزي الذي لم تكن فيه حدود ادارية، واشار الي ما قدمته الحركة من شهود من ابناء المنطقة وما قامت به من تحليل وتخطيط للمجتمع المحلي كأين تم تشليخهم واين دفنوا وغيرها مما يعتبر اثباتا لتحديد مناطقهم.
هذا وكانت المحكمة قد واصلت أمس في جلستها الاولي في الاستماع الي مرافعات ممثل الحركة كما شهدت الجلسة مثول احد شهود دينكا نقوك من جانب الحركة حيث ركز ممثلها في مرافعته علي تحديد مشائخ دينكا نقوك التسعة التي تم نقلها الي كردفان معتبرا الاستشهاد بان سلطان اروب اخبر احد موظفي الحكم الثنائي بأن بحر العرب لا يقطنه سوي العرب مستند ناقص لان الحكومة لم توضح اين كان السلطان اروب عام 1905 م مشيرا الي ان (هندل ووف) وهو موظف اخر قال ان سلطان اروب حاول بقدر الامكان ان يثنيه عن الذهاب الي الشمال ولم يذكر له شيئا عن نهر وقال انه ربما يكون كاذبا واراد تضليله ليحمي شعبه

قال دكتور لوكا بيونق وكيل الحركة الشعبية لتحرير السودان امام هيئة التحكيم في محكمة لاهاي في تصريحات امس ان الحركة قد ادارت معركتها القانونية باقتدار امام هيئة التحكيم من خلال استعراضها لاصل القضية وعما اذ كان الجدل الدائر هو ان المواطنة قد بنيت علي اساس التاريخ ام علي اساس القبيلة، وقال ان الطرفين قد اجتهدا كل من وجهة نظره لاستعراض قضيته علي الوجه الاكمل، الا ان الحركة قد وفقت في ان تحمل صورة دقيقة للمحكمة عن الوجه الانساني لحياة المواطنين في المنطقة ان كانوا مسيرية او دينكا نوك، حيث ان الحركة الشعبية قد قادت خطا عززته بافادات الشهود والخرط ومن المتوقع ان يكون اليوم الخميس الاخير امام المحكمة للاستماع الي تلخيص المرافعتين الختاميتين للطرفين.
من جانبه وجه الاستاذ احمد الصالح صلوحة عضو الوفد وقطب المسيرية المعروف ورئيس مجلس ادارة هيئة تنمية غرب كردفان، انتقادات عنيفة للحركة الشعبية عبر تصريحات خص بها (أخبار اليوم) وقال ان وفد الحركة حشد حشده وأعد عدته وشد الرحال الي لاهاي ليخوض في معركة قانونية وتاريخية خاسرة بكل المقاييس.
وقال صلوحة ان الخاسر الاكبر في هذه القضية هم الاخوة دينكا نوك الذين استخدمتهم الحركة كطعم في هذه المعركة من خلال الزج بهم في معركة من غير معترك مع اهلهم المسيرية ضاربين عرض الحائط بكل الوشائج التاريخية والصلات الحميدة التي تربط بينهم والمسيرية، وقال صلوحة ان قصة الارض تعتبر من الثوابت التي لم يتلاعب فيها المسيرية ولن يتزحزحوا عنها قيد انملة وان التاريخ لا يمكن ان يترك ليكون حقل تجارب لتعبث به اهواء اهل الغرض مشيرا للتضحيات الجسام التي اورثت هذا الارث الاجتماعي والسياسي والتاريخي للدولة السودانية.
وفي الختام اشاد صلوحة في تصريحات بالخط الترافعي القوي الذي انتهجه وفد الحكومة بقيادة السفير الدرديري والفريق القانون بقيادة البروفيسور كوفرد والبروفيسور بيلا شاكرا الشهود الذين مثلوا امام المحكمة واكدوا تقليهم لتهديدات بالتصفية.

[/size]

الله يحلنا من لاهاي