النصيحة واسلوبها
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه و من سار على خطاهم الى يوم الدين..
ام بعد
كثير من الأخوان والأخوات في هذا الوقت والزمان يشتكون من طريقة نصح الأخرين لهم والسبب يعود في هذا لعدم قدره الطرف الناصح في توصيل المعلومة بشكل صحيح لطرف الاخر..
وقد تكون هذة الطريقه في اغلب الأحيان مملة و رتيبة ويسأم المرء منها بسرعة فأغلب الناس في هذا الوقت يقدم لك النصيحه بشكل وكأنها تكون اقرب ما يكون للفضيحه بحيث تكون طريقة النصح بصوت عالٍ ومزعج و أمام الملأ ويدعوا للأشمئزاز مما يقول..
ولو كان كل ما يقول سليم وكلام طيب إلا ان الطريقة التي استخدمت في توصيل هذة النصيحه غير صحيحة بل تدعو الطرف الآخر إلى عمل خلاف ذلك عندا..
فالنصيحة حق فلا يفرق فيها بين قريب و لا بعيد و لا صديق و لا عدو ..
فالبعض منى يتجنب نصح صديقا له أو حبيب و ينسى أو يتناسى أن النصيحة ما هي إلا كلمة حق و خير و أن تدلي بها له دلالة على الحب و الاخلاص لا على الكره و الغش و الخداع..
لذلك على الناصح ان يراعي شعور المنصوح و أن تكون كما ان يقدم الانسان منا وردة لصديقا له عزيز .
النصيحة لها مفهوم و كيفيه يجهلها الكثير من الناس و حتى لا يطول الحديث اعرض لكم ما جمعته عن هذا الشأن العظيم..
أولا:
ما هي النصيحة؟؟
(....النصيحة....)
هي أساس الدين و قوامه بوجدها نحافظ على الدين قائما في البشرية و بزوالها يدخل النقص في الامة و صلاحها..
قال صلى الله عليه و سلام ( الدين النصيحة ثلاثا , قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامَّتهم ) رواه مسلم..
(....النصيحة....)
هي ارادة الخير و السلام لناس..
(....النصيحة....)
هي نهج الانبياء و الرسل..
- قال نوح عليه السلام لقومه :" أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون" سورة لأعراف..
- وقال صالح عليه السلام لقومه : "يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين"سورة الأعراف..
- قال نبي الله هود عليه السلام لقومه:" أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين"سورة الاعراف..
(....النصيحة....)
هي ان تحب للناس ما تحبه لنفسك و ان تكره لهم ما تكره لنفسك اي ان تعاملهم كما تحب ان يعاملوك ..
ثانيا:
كيف هي النصيحة ؟
على الناصح قبل ان يقدم النصيحة ان يراعي عدة معالم من سار عليها كان سائرا على هدى و نور و من لم يسر عليها كان إفساده أكثر من إصلاحة..
و هي :
- التقوى و الاخلاص و الاحتساب فلا تكون لابتغاء مصلحة دنيويه بل طمعاً في رضى الله و رضى الرسول صلى الله عليه و سلم ..
- العلم و الحكمة فعلى الناصح ان يكون عالما بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر و ان يميز بينهما و التأني و اللطف و الرفق بالمنصوح فلا يكون الا بالكلمة الطيبة التي لها وقع عظيم على القلوب و النفوس..
- التجلد بالصبر و الحلم بعد النصح فقد يواجه الناصح معوقات عده فلا يجزع و لا يغضب غضبا يخرجه الى طور غير شرعي..
فعلى الداعية المسلم أن يعي هذه المعالم الرئيسية في باب النصح فيسلك بهذه الوسيلة و الطريقة المثلى الراعية للشرع التي يحصل من خلالها المقصود الشرعي..
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله:
(فلا بد من هذه الثلاثة : العلم و الرفق و الصبر و العلم قبل الأمر و النهي و الرفق معه و الصبر بعده ) كتاب الفتاوى
ولا ينسى أن
خير الكلام ما قل ودل
قال الامام الشافعي رحمه الله:
تعمدني بنصحك في انفرادي..و جنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع..من التوبيخ لا أرضى استماعه
و إن خالفتني و عصيت امري..فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
------------------------------------------------------------------------------------------
آداب النصيحـه
للنصيحه آداب ثلاثـــــه :
الأول : الإخلاص
الثاني : الليــن
الثالث : الإسـرار بها
و
كثيراً ما يخطئ العبد ، فنحن لسنا بمعصومين من الخطأ ، ليعلم الناصح أن الخطأ و النسيان شئ عادي مركوز في أصل الجبله ، فلا يتعصب في نصيحته . يقول الشاعر :
من ذا الذي ما ســــــاء قط و من لـه الحســــنى فقط
و إن الإسرار بالنصيحه من هديه صلى الله عليه و سلم ، فإن النصيحه على رؤوس الأشهاد فضيحه
يقول الشاعر :
تغمدني بنصحك في انفراد و جنبني النصيحة في الجماعـــه
فإن النصح بين الناس نوعٌ من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني و عصيت أمري فلا تجزع إذا لم تـلــق طاعـــه
و كان عمر – رضي الله عنه – يقول : " رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي ، و كان يستمع للصحابه و هم ينصحونه " .