موقف فصل القضاء والحكم بين العباد

[size=21]بســــ الله الرحمن الرحيم ــم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأكمل التسليم على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين وآله وصحبه أجمعين وعلينا معهم أجمعين .
أما بعد :
اللهم سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم .
قال الله تعالى : { إن ربك يقضى بينهم بحكمه وهو العزيز العليم ** .
وقال تعالى : { ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ** .
وقال تعالى : { إن يوم الفصل كان ميقاتاً ** .
* والمعنى أن يوم الفصل بين الخلائق بقضاء الملك الحكم العدل سبحانه كان وقتاً محدداً لأجل معلوم فحكمه سبحانه بين عباده هو الفصل وقد نبه الله سبحانه إلى عظمة يوم الفصل وهيبة مقامه فقال : { وإذا الرسل أقتت * لأى يوم أجلت * ليوم الفصل * وما أدراك ما يوم الفصل * ويل يؤمئذ للمكذبين **
- وفي هذا إنباء عن هول ذلك الموقف وشدة خطره .
* قال ابن عباس رضي الله عنهما . يوم الفصل هو يوم يفصل الرحمن فيه بين الخلائق . ا هــ.
- أي : يفصل بينهم بحكمه العادل وقضائه الفاصل قال سبحانه : { ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ** .
* وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن ينذر العباد يو الآزفة المشتمل على المخاوف الشديدة الذي يجري الله تعالى فيه القضاء بالحق لأن الله تعالى هو الملك الحق .
* قال الله تعالى : { وأنذرهم يوم الآزفة غذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * يعلم خائة الأعين وما تخفى الصدور * والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير ** .
- والمراد بيوم الآزفة : يوم القيامة والآزفة هي القريبة وجعلت اسماً للقيامة لقربها بالنسبة لما مضى من الدنيا فإنه لم يبق من الدنيا إلا القليل وإن كل آت فهو قريب .
- وقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي وأحمد وغيرهما عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوماً صلاة العصر ثم خطبهم حتى تدلت الشمس للغروب قال أبو سعيد رضي الله عنه : ( فجعلنا نلتفت إلى الشمس هل بقي من النهار شيء ) ـ وفي رواية : الشمس على رؤوس الجبال ـ.
* فقال صلى الله عليه وسلم : { ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه **
- وفي هذا بيان امتداد العصور الماضية وكثرة مر الدهور على هالم الدنيا وأنه لم يبق منها بالنسبة للماضي إلا القليل لأنه مضى من عمر الدنيا شيء كثير جداً يفوق الملايين من السنين .
* وروى الشيخان عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { بعثت أنا والساعة كهاتين ** وأشار صلى الله عليه وآله وسلم بإصبعه الوسطى والتي تليها .
* وعند التمذي : { بعثت في نفس الساعة فسبقتها كما سبقت هذه لهذه ** وأشار لأصبعيه .
{ وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ** .
- الحناجر جمع حنجرة أو حنجور كحلقوم لفظاً ومعنى وهو رأس الغلصمة وفي ذلك إخبار عن شدة الخوف الذي يعتري الكفار يوم القيامة والآلام التي تلم بهم حتى إن قلوبهم تبلغ حناجرهم وهم كاظمون عليها أي : ممسكون أنفسهم عليها لئلا تخرج مع النفس فإن كاظم القربة كاظم على الماء ممسكها عليه لءلا يخرج منها وهم في ذلك على حال لا يموتون فيها ولا يحيون .
{ ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ** .
- أي : ليس للذين ظلموا أنفسهم بالكفر من قريب ينفعهم ولا شفيع يشفع فيهم بل تقطعت بهم جميع أسباب الخير ووسائل النفع والبر .
{ يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ** .
- وفي هذا بيان سعة علمه سبحانه المحيط بجميع الأشياء : كبيـــرها و صغيـــرها و جليهـــا وحقيـــرها وكثيفهـــا و لطيفهـــا ، ليحذر العباد علم ربهم فيهم فيستحيون من الله تعالى ويرهبون ويتقونه ويراقبونه مراقبة من يعلم يقيناً أن الله تعالى يراه ويعلم خائنة الأعين ـ أي ـ العين الخائنة وإن ظهرت الأمانة ويعلم النظرة الخائنة وإن أبدت السلامة ــ ويعلم ما تنطوي عليه الصدور من الخفايا وما تكنه الضمائر من الأسرار والخبايا .
* روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ** قال : هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم وفيه المرأة الحسناء أو تمر المرأة الحسناء بعيدة عنه فإذا غفلوا لحظ إليها فإذا فطنوا غض بصره عنها فإذا غفلوا لحظ إليه ثانية فإذا فطنوا غض بصره ـت يظهر الأمانة والعفة وقد اطلع الله تعالى على قلبه أنه ود لو أنه رأى فرجها . ا هــ.
{ والله يقضى بالحق ** .
- وذلك أن الله تعالى هو الحق ـت أي : واجب الوجود ــ ودينه حق وشرعه حق وخلق السموات والأرض وما بينهما بالحق فلا بد أن ينتهي أمر العالم إلى الحق ليقضي الملك الحق بين عباده بالحق .
قال الله تعالى : { يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ** .
- فليس هناك ظلم ولا ثمة عبث ولا لهو ولا لعب ولا باطل .
- وكان صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء التهجد : { أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق ** .
* نعم يا ربنا ونحن نشهد بذلك شهادة حق .
اللهم إني أسألك نفساً مطمئنة : تومن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك
اللهم تقبل منا الصيام والقيام وتلاوة القرآن واعنا على غض البصر وحفظ اللسان
اللهم أجعلنا من عتقائك في رمضان
وصلى الله على نبينا محمد

[/size]

» الفريق الكونغولي يضع الهلال في موقف حرج