هدد زعيم إحدى مجموعات القراصنة الصوماليين باستهداف الأمريكيين انتقاما لمقتل ثلاثة من القراصنة العاملين تحت إمرته، وذلك خلال عملية إنقاذ الربان الأمريكي ريتشارد فيليبس الذي كانوا يحتجزونه منذ خمسة أيام.
ففي مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف قال عبدي جراد من عرين القراصنة في بلدة آيل الصومالية: "لقد قتل الكذابون الأمريكيون أصدقاءنا بعد أن كانوا قد وافقوا على إطلاق سراح الرهينة بدون فدية."
انتقام
وأردف جراد متوعدا: "لكنني أقول لكم إن القضية سوف تؤدي إلى انتقام وسنقوم على وجه الخصوص بتصيد المواطنين الأمريكيين الذين يسافرون عبر مياهنا."
وأضاف قائلا: "أبدا، لن تكون هذه هي نهاية العالم، وسوف نكثف هجماتنا حتى في مناطق بعيدة جدا عن المياه الصومالية. وفي المرة المقبلة التي نقبض فيها على أمريكيين، آمل ألا يتوقعوا رحمة منا."
من جهة أُخرى، قال أحد القراصنة الذين يحتجزون السفينة اليونانية الراسية في ميناء بلدة جان الصومالية، واسمه عبد الله لامي: "سوف نعامل كل بلد بالطريق التي تعاملنا بها. ففي المستقبل، ستشهد أمريكا حدادا وتبكي."
وأضاف لامي في حديث مع وكالة الأسوشييتد برس للأنباء: "سوف ننتقم لمقتل رجالنا."
"سنقتلهم"
أما جاماك حبيب، وهو قرصان آخر يبلغ من العمر 30 عاما، فقد قال لنفس الوكالة من بلدة آيل: "من الآن فصاعدا، فإن قمنا باحتجاز سفن أجنبية وحاولت البلدان التي تمتلكها مهاجمتنا، فسنقتلهم (أي الرهائن الذين يتم أسرهم على متن تلك السفن)."
هذا وقد جاءت تهديدات القراصنة، بعد التهديد الذي كان قد أطلقه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمحاربة القرصنة قبالة السواحل الصومالية.
وقال أوباما بمناسبة الإفراج عن الربان فيليبس إن الولايات المتحدة ستظل "مصممة" على محاربة القرصنة في المنطقة، وإن كانت تحتاج إلى مساعدة من دول أخرى للتعامل مع مثل هكذا تهديد.
"نموذج يُحتذى"
وأشاد أوباما بشجاعة القبطان فيليبس، وقال إنها "نموذج يُحتذى لكل الأمريكيين".
وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا إن سلامة فيليبس عندما كان محتجزاً لدى القراصنة كانت "همَّنا الأكبر".
كما أعرب عن فخره بالجيش الأمريكي وبالجهات الأمريكية الأخرى التي عملت على تحرير فيليبس.
وكان مسؤول في المخابرات الأمريكية قد قال الأحد لوكالة الأسوشييتد برس إن ثلاثة من القراصنة الذين كانوا يحتجزون فيليبس قتلوا في عملية الإنقاذ.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن العملية نُفذت بعدما فشلت المحادثات مع القراصنة، وإن فيليبس نُقل إلى سفينة عسكرية أمريكية.
مبادرة
يُشار إلى ان شيوخا صوماليين كانوا قد أطلقوا الأحد مبادرة من أجل إيجاد حل لأزمة اختطاف فيليبس وما نتج عن ذلك من تحرك للأسطول الأمريكي في المنطقة، لكن الأمر انتهى باقتحام مكان احتجاز فيليبس وتحريره سليما معافى وقُتل عدد من خاطفيه.
ووصلت في وقت سابق سفينة الشحن ألاباما، التابعة لشركة مايرسك للشحن والتي كان يقودها فيليبس، سالمة الى ميناء مومباسا في كينيا.
وقد عبَّر أفراد طاقم السفينة لدى وصولهم عن إعجابهم بربان سفينتهم لأنه "قدم نفسه رهينة للقراصنة لإنقاذ حياتنا والحفاظ على سلامة السفينة" .
يُذكر أن القراصنة الصوماليين يحتفظون بعدة قواعد في هارادير والمناطق المجاورة لها حيث يحتجزون عددا من السفن التي كانوا قد اختطفوها.